U3F1ZWV6ZTQyOTkyMTg2NzMzX0FjdGl2YXRpb240ODcwNDIxNTg3MTE=
recent
أخبار ساخنة

تحليل نص "التعليم مدى الحياة"

 تحليل نص "التعليم مدى الحياة"


مأخوذ من الكتاب المدرسي منار اللغة العربية لمستوى الثانية بكالوريا علوم

صاحب النص: الكاتب حسن شحاته

النص مختار من كتابه: مداخل إلى تعليم المستقبل في الوطن العربي. ص 23 و ما بعدها

تمهيد

تعريف الديمقراطية

 تدل كلمة ديمقراطية لغويا على معنى حكم الشعب لنفسه أما اصطلاحا فيقصد بها نظام سياسي تكون السيادة فيه لجميع أفراد الشعب وذلك عن طريق نظام الاقتراع والانتخاب حيث يعمد المواطنون الى الإدلاء بأصواتهم لمن يرون فيه القدرة على الدفاع عن مصالحهم وتمثيلهم داخل البرلمان بمعنى أن النظام الديمقراطي هو اختيار أو نظام حكم سياسي تتم من خلاله إدارة شؤون البلاد حيث يوفر للمواطنين المشاركة الحرة في صنع التشريعات وتنظيم الحياة العامة للبلاد..

إن الديمقراطية إذن هي نظام سياسي يقوم على حكم الشعب لنفسه بواسطة الاغلبية عن طريق المنتخبين بحرية كاملة.

   وترتبط الديمقراطية بعدة قضايا كبرى وجب على المسؤولين والمسيرين السياسيين توفيرها من أجل الحصول على مجتمع ينعم بمظاهر ديمقراطية حقيقية ومن أهم تلك القضايا نذكر:

-التعليم والثقافة السياسية والمجتمع المدني.

أثر التعليم المستمر في ترسيخ الديمقراطية.

    يقوم التعليم بدور كبير في تنشئة الفرد تنشئة متشبعة بمعايير الديمقراطية وقيمها حيث يساهم التكوين الذي يتلقاه الفرد خلال مراحل تعليمه في جعله منفتحا على قيم التعايش والمواطنة وتقبل التعددية والاختلاف، إضافة إلى تمثله للقيم الإيجابية المرتبطة بها مثل المشاركة والحوار والمسؤولية والتسامح والتضامن وغير ذلك من التمثلات السامية التي تشكل عقلية وقناعة ديمقراطيتين حقيقيتين.

   إن المدرسة فضاء تعليمي ذو مفعول قوي وممتد زمنيا ففيه يكتسب التلميذ معارف الحياة الأساسية ومهاراتها مما يؤهله لدخول مجالات تكوينية أعلى كما يمده بالأسس الأولى للممارسة الديمقراطية فيدرك حقوقه وقبلها واجباته ويمتلك كفايات تؤهله للقيام بمسؤولياته باعتباره فردا داخل اسرة او جماعة صغيرة او كبيرة بما فيها وطنه الذي ينتمي إليه.


ملاحظة النص

تشير دلالة العنوان الى أن التعليم غير مرتبط بمرحلة عمرية معينة بل يظل مهارةو وواجبا مرتبطين بالإنسان طيلة الحياة، وبملاحظة الفقرة الأولى والأخيرة من النص نفترض أن الكاتب سيركز على تتبع أهمية التعليم في تحقيق  الديمقراطية والتنمية المستدامة.

فهم النص.

يمكن تتبع مضامين النص الأساسية كما يلي:

يعالج النص قضية التعليم باعتبارها استراتيجية حياة تقوم على رؤية مستقبلية متطورة تعتبر المنظومة التعليمية عاملا حاسما في مشروع النهضة وهو ما يتطلب وجود منظور استراتيجي يسمح بتعليم يراعي متطلبات الحياة المعاصرة.

يساهم التعليم في تطوير المجتمعات حينما تكون المنظومة التعليمية كيانا متجددا من خلال منظور استراتيجي واضح ومستمر ومن خلال تميزها بخاصية المرونة والتي تمكن من الانتقال والحركة ومواجهة مختلف المستجدات والمتغيرات المتسارعة للحياة إقليميا ودوليا وكذلك ما يحمله المستقبل من مواقف جديدة، بالإضافة إلى قدرتها على توفير خاصية التنوع في المناهج والبرامج.

يتجاوز تعليم الحاضر والمستقبل تعليم ثقافة الحد الأدنى الى تعليم الإتقان والتميز للجميع والجمع بين ثقافة الاسترجاع وثقافة الإبداع.

ضرورة اعتماد تعليم مستمر وتدريب تحويلي للإنسان طيلة مراحل عمره من أجل مواكبة إيقاع الحياة المتسارعة.

تبرز أهمية التعليم من خلال كونه مدخلا لتحقيق الديمقراطية والتنمية البشرية المستدامة.

تحليل النص

    أصبح التعليم واحدا من اكبر ضروريات تطور الحياة البشرية في عصرنا الحالي بل إن التنافس الدولي على مركز الصدارة والقوة والنماء بات مرتبطا بشدة بالمنظومة التعليمية الخاصة بكل مجتمع على حدة حيث إن المجتمع الذي يلتزم بعملية التعليم والتدريب المستمرين سواء على المستوى الذاتي أو المؤسسي هو المجتمع الذي يخطو بخطى واثقة نحو التطور والصدارة في جميع المجالات و الميادين.

معجم النص

حقل التعليم:

برامج التعليم، منظومة التعليم ، التخطيط التعليمي ،الكفاءات التعليمية...

حقل الديمقراطية:

 لا ديمقراطية دون تعليم متطور، إدراك التنوع وقبول الاختلاف، للتنمية الديمقراطية، مدخل للديمقراطية...  

تقوم بين الحقلين الدلاليين علاقة ترابط قائمة على التكامل والتلازم والاستدعاء حيث تستدعي الديمقراطية التعليم ويتطلب التعليم الديمقراطية فلا يقوم أحدهما بشكل صحيح في العصر الحالي دون الآخر.


البناء الاستدلالي للنص.

تتداخل عدة معطيات في بناء هذا النص من الناحية الاستدلالية و نقف فيما يلي عند أهمها:

أ- لغة تقريرية يغلب عليها الوضوح والبساطة والمباشرة بحيث تكاد تخلو من اساليب التصوير البيانية مثل التشبيه والمجاز لأن الكاتب منشغل بإبراز أهمية قضية التعليم المستمر في بناء مجتمع ديمقراطي حقيقي.

ب-أساليب التفسير

التكرار: تعددت مظاهر أسلوب التكرار في النص نذكر من ذلك تكرار مفردات بعينها مثل: التعليم، مشروع، الوضع، المنظومة، المرونة، التنوع...  

الترادف: ضروري أساسي، الابتكار الابداع ...

ج- الأسلوب اللغوي المميز لهذا النص وهو أسلوب النفي المشروط:

"لا تحديث ولا تنمية ولا ديمقراطية دون تعليم متطور" ، 

"لا يقبل العصر الحاضر ولا المستقبل القادم تربية تقدم للمتعلم مرة واحدة في مرحلة عمرية واحدة، بل لا بد من تدريب مستمر"..."

إن قيمة النفي تتحول بحضور عامل الشرط الى قيمة الإيجاب التي تخلق معنى الإلحاح والتشديد على مضمون هذا النوع من التعابير، كما تميز النص لغويا بكثرة توظيف أسلوب التوكيد " إن المنظومة كيان نام ومتجدد"، "كما أن هذه المرونة.."، " لا بد للمنظومة التعليم أن تخلق خاصية التنوع"، " كما أن هذه المرونة لازمة ..."، " إن التنوع باعتباره مطلبا للتنمية..."،... 

لقد خلق هذان الأسلوبان اللغويان جدارا استدلاليا منطقيا قويا في النص حيث تمثل هذه الجمل في أغلبها ادلة منطقية تخاطب عقل المتلقي مباشرة وتؤكد هذه الميزة الأسلوبية من جهة على شدة حماس الكاتب وتفاعله الشديد مع رسالة النص واقتناعه بأهمية التعليم المستمر في بناء صرح ديمقراطي حقيقي ومن جهة أخرى رغبته في حمل القارئ على مشاركته هاته القناعات.

اتساق النص

 جاءت أفكار النص مترابطة تؤدي السابقة منها إلى اللاحقة وتتعلق كلها بقضية أساسية واحدة وهي أهمية التعليم المستمر في تحقيق الديمقراطية، ومما أحكم ترابطها وجود روابط لغوية مختلفة تفيد علاقات مختلفة وعلى رأسها العلاقات المنطقية القائمة على الإضافة من خلال واو العطف والاشراك (يحظى التعليم بقدر وافر من الحوار والمناقشة،...في بناء مشروع النهضة وباعتباره المشروع الوطني،...) ثم العلاقات التسلسلية الدالة على الزمن من قبيل: (القادم، المتسارعة، الماضي والحاضر، المستقبل، الألفية الثالثة، مرحلة عمرية، ...)...،وتساهم هذه الميزات في منح النص طابعا من الاتساق والتماسك.

 خلاصة

  لقد ربط الكاتب بين التعليم والديمقراطية وحدد أهم الآليات التي تساعد على تفعيل هذا الترابط مركزا على خاصيتي المرونة والتنوع في المناهج التعليمية، كما ألح على تبني التعليم المستمر لما له من قدرة على مواجهة تحديات المستقبل داعيا إلى فتح أبواب مؤسسات التعليم للجميع مع ضمان حق العودة الى التعليم ، وقد اعتبر تلك الاليات والإجراءات مفاتيح كبرى لتأسيس الديمقراطية وتحقيق تنمية مستدامة داخل المجتمع.


الاسمبريد إلكترونيرسالة