U3F1ZWV6ZTQyOTkyMTg2NzMzX0FjdGl2YXRpb240ODcwNDIxNTg3MTE=
recent
أخبار ساخنة

أثر الثقافة السياسية في النظام السياسي

تحليل نص "أثر الثقافة السياسية في النظام السياسي"


النص مأخوذ من الكتاب المدرسي منار اللغة العربية لمستوى الثانية بكالوريا للشعب العلمية ص ص 60 -61.

تقديم:

 تعريف الثقافة السياسية

الثقافة السياسية هي كل المعلومات والمعارف والملاحظات والاستنتاجات والأفكار المختلفة التي يمتلكها الانسان عن الشأن السياسي الوطني أو الدولي أو هما معا . وهي تتفاوت من حيث كمها من شخص لآخر وتختلف من بلد إلى آخر، وتعتبر جزءا من ثقافة المجتمع العامة ويعرفها البعض على أنها:

- مجموع المعارف والآراء والاتجاهات السائدة في شؤون السياسة والحكم.

-  منظومة المعتقدات والرموز والقيم التي يرى بها مجتمع ما دور الحكومة وضوابطه، وكذا العلاقة المناسبة بين الحاكم والمحكوم..

وتتغذى الثقافة السياسية عن طريق القيم التي يكتسبها المرء خلال فترة زمنية طويلة نسبيا وعن طريق  كل الاتجاهات والتيارات السياسية التي يعايشها والتي ترسم المشهد السياسي خلال تلك الفترة حتى إنها تشكل لديه قناعات طويلة الأمد بخصوص الوقائع السياسية.

بصيغة أخرى فالثقافة السياسية تتشكل وتتبلور من خلال المجتمع الذي ينقل كل أعرافه وقيمه الأساسية الى أفراده حيث يكون الافراد قناعات معينة بخصوص النظام السياسي بمختلف مؤسساته الرسمية وغير الرسمية، وبخصوص حقوقهم وواجباتهم نحو ذلك النظام السياسي.

ويرتبط مفهوم الثقافة السياسية بمجال علم السياسة، الذي يفسر الظواهر والنشاطات السلوكية، التي

تنتمي إلى المجال السياسي، أو التي لها طبيعة سياسية

وتشكل جزءا من ثقافة المجتمع الانساني العامة، فهي تتكون من عدة ثقافات فرعية، مثل ثقافة الشباب، وثقافة النخبة الحاكمة، وثقافة العمال، وثقافة الفلاحين، وثقافة الفنانين، ....

وبذلك تكون الثقافة السياسية هي مجموع الاتجاهات والمعتقدات والمشاعر التي تنظم العمل السياسي وتمنحه معنى دالا، وتساعد على وضع القواعد الدائمة التي تحکم تصرفات الأفراد داخل النظام السياسي. 


التعريف بالكاتب: 

 " عليوة السيد"

هو أحد الباحثين المصريين والمهتمين بالقضايا السياسية والإستراتيجية العربية والقضايا المستقبلية ودور الشباب في المشاركة السياسية، له مجموعة من البحوث المنشورة في العديد من المنابر السياسية من بينها "رؤية الشباب المصري للمستقبل" و"المشاركة السياسية" الذي اجتزأنا منه النص موضوع التحليل.

 

  ملاحظة النص

دراسة العنوان

 أثر الثقافة السياسية في النظام السياسي

للعنوان دور بارز في تحديد مجال النص العام فهو من العناوين الإخبارية التي تشي بمجموعة من المعلومات عن النص قبل قراءته فتترك مجالا كبيرا لشحن أفق انتظار المتلقي بمجموعة من التوقعات التي سيبدأ بالبحث عن حضورها في النص مع اول استرسال في قراءته، وهكذا يحدد عنوان هذا النص مجاله وخطابه السياسيين ويشير  الى وجود علاقة تاثر وتاثير بين الثقافة السياسية والنظام

السياسي حيث تؤثر نسبة وطبيعة الثقافة السياسية لكل مجتمع في طبيعة النظام السياسي القائم فيه. 

فهم النص:

 يبرز الكاتب في هذا النص علاقة الثقافة السياسية بالنظام السياسي ويميز انواعها ويشير الى دورها الاجتماعي وعناصرها الأساسية.

 - يحتاج كل نظام سياسي الى ثقافة سياسية تغذيه وتحافظ عليه.

  -إن الثقافة السياسية الملائمة للحكم الفردي هي تلك التي تقوم على ضعف الميل الى المشاركة السياسية وفتور الايمان بكرامة الانسان وظهور المعارضة

  -يتطلب الحكم الديمقراطي ثقافة تؤمن بحقوق الإنسان وضرورة حمايته وصون كرامته من كل اعتداء على حرياته.

  -ومن مكونات الثقافة السياسية حسب الكاتب نذكر ما يلي: 

أ-المرجعية

ب-التوجه نحو العمل السياسي

ج-التوجه نحو النظام السياسي

د-الاحساس بالهوية. 



تحليل النص

 منهج النص

 ينطلق الكاتب من الحديث عن علاقه التلازم القائمة بين الثقافة السياسية والنظام السياسي ثم يؤكد على انه كل نظام سياسي ثقافه توائمه وينتقل بعدها الى توضيح آثر الثقافة السياسية السائدة في المجتمع في الفرد ومن ثمة دورها في خلق استقرار سياسي ،وبعد ذلك يتعرض ببعض التفصيل للحديث عن بعض عناصر ومكونات الثقافة السياسية.

معجم النص.

 يتشكل النص من نسيج معجمي تتداخل فيه حقول دلالية عديدة اهمها محوران دلاليان كبيران هما:

محور دال على الثقافة السياسية:

الثقافة السياسية.

ثقافة تقوم على ضعف الميل الى المشاركة.

فتور الايمان بكرامة الانسان.

عدم اتاحة الفرص لظهور المعارضة

 ثقافه تؤمن بحقوق الانسان

 تقتنع بضرورة حماية الانسان وكرامته من كل اعتداء

 محور دال على النظام السياسي

كل نظام سياسي

الاتجاه نحو النظام السياسي

شكل نظام الحكم

عناصر القيادة السياسية

الاتجاه نحو النظام السياسي

تحديد الافراد المسموح لهم بالمشاركة في العملية السياسية

إضفاء الشرعية على النظام... 

والجدير بالملاحظة أن ثمة تداخلا واضحا بين هذين المحورين الدلاليين وهو ما يؤكد على اعتماد النظام السياسي على الثقافة السياسية وحاجته الملحة إليها كما أن هذين الحقلين الدلاليين يزخران بألفاظ وعبارات تصب في معنى الديمقراطية وينسجم ذلك مع سياق النص ومع المجزوءة التي ينتمي اليها وهي مرتبطة بقضية الديمقراطية وأبعادها وتحدياتها، فمن المنطقي ان تنسجم بنية المعجم مع سياق النص حيث تؤكد على أهمية الثقافة السياسية القوية والأكيدة في بناء ديمقراطية حقيقية في المجتمع.

أسلوب النص

يبدو أسلوب النص للوهلة الأولى أسلوبا بسيطا سهلا تسترسل جمله الواحدة تلو الأخرى متيحة الفرصة لكل قارئ لها كي يستوعب معانيها دون عناء او جهد في التفكير او التاويل فالمعاني تأتيك طواعا وتباعا لأن الكاتب استعمل لغة ومفردات بسيطة ألف بينها بواسطة بعض روابط العطف مثل الواو (يحتاج كل نظام سياسي الى ثقافة تغذيه وتحافظ عليه) والفاء (فالحكم الفردي..) وأو (أو المرجع الأساسي..)

لكن المميز لهذا النص أن رابط الواو يحضر بقوة في النص حتى نكاد لا نعثر على سطر داخل النص يخلو من هذا الرابط متيحا الفرصة لإحكام تماسك أجزاء النص ، وفي نفس الوقت يسعف الكاتب في ضخ المعارف والمعلومات المتعلقة بالثقافة السياسية وعلاقتها بالنظام السياسي دون توقف وليس ثمة رابط أقدر على هذه المهمة أكثر من رابط الواو، ومن هنا تأتي صفة الأسلوب السهل الممتنع الذي ميز هذا النص لأن الكاتب قد كرر هذا الرابط دون ان يمس برصانة الأسلوب وقوته وسلاسته وجمال تعبيره حيث ازداد الأسلوب قوة في كل مرة يراكم فيها رابط الواو ويكرره.

وإمعانا في تقريب أفكاره من المتلقي فقد استعان الكاتب بالترادف في كثير من الأحيان (ضعف، فتور، تؤمن تقتنع، يفسر، يسوغ، الأزمات، المصاعب، بلورة تنميته، يشارك، يسهم...)، بل إنه جمع بين جملتين تؤديان نفس المعنى: تدعم النظام، تغذيه، تحافظ عليه، تضمن بقاءه، واستعان أيضا بالتضاد مثل (حماية، اعتداء، حقوق، التزامات، ...

من جهة أخرى أكثر الكاتب من توظيف أسلوب التكرار الذي زاد النص بساطة وفي نفس الوقت أحكم تلاحم أجزائه ووحداته فإضافة الى تكرار العبارة المحورية في النص وهي عبارة الثقافة السياسية فقد كرر الكاتب الفاظ كثيرة منها (بحقوق الانسان، يعد الانسان، الرأي والرأي الاخر، يشارك الفرد، شأن الفرد، التوجه نحو العمل العام، التوجه العام، بالولاء الوطني، الإحساس بالولاء...)

خلاصة

 بتتبع واستقراء عناصر ومكونات النص على مستوى المضمون ومستوى الشكل فإننا لا نملك إلا أن نفترض علاقة تلازم حقيقية بين الثقافة السياسية والنظام السياسي وأن نقتنع بأهمية الثقافة السياسية في بناء الخيار الديمقراطي لكل مجتمع على حدة، وأن نردد مع الكاتب أن الثقافة السياسية الجيدة كفيلة بتحقيق الديمقراطية في المجتمع.

الاسمبريد إلكترونيرسالة