تحليل نص "الثورة التكنولوجية الجديدة"
:مصدر النص
من الكتاب المدرسي: "منار اللغة العربية" 64 ص
تعريف التكنولوجيا
التكنولوجيا كلمة مقترضة ومعربة اصلها
كلمة أجنبية تنقسم الى جزئين تكنو و لوجي بمعنى علم التقنية وهي كل ما يصنعه
الانسان بيده من آلات وأدوات بسيطة أو مركبة بدائية أو متطورة وذلك لمساعدة قواه
الجسدية والعقلية على أنجاز مجموعة من المهام وتوفير أدوات مختلفة تسهل حياته و
تمكنه من التحكم في المحيط الذي يعيش فيه ولم
تتوقف وتيرة الاختراع والصنع التي بدأها الانسان منذ أن وجد نفسه على سطح الأرض
ولهذا فإن الاختراعات والاكتشافات مستمرة ومتواصلة منذ فجر التاريخ تضعنا بشكل
يومي امام الاكتشاف تلو الآخر لتصبح عنوانا ومحركا للتقدم الصناعي بشكل عام
والمتمثل في اختراعات الآلات والأجهزة التي تحل
محل القوة الجسدية او العقلية للإنسان
بشكل تجعل حياته اكثر سهولة ويسرا والمتمثل أيضا في كل الأجهزة المسهلة لعملية
التواصل والمعرفة بين البشر في مختلف بقاع الأرض.
سلبيات التكنولوجيا:
على الرغم مما حققته الاختراعات التكنولوجية من
منافع ترتقي بحياة الانسان الى الافضل الا انها حملت معها سلبيات عديدة سواء تعلق
الأمر بالقيم الأخلاقية أو الاجتماعية او الثقافية او على المستوى الصحي النفسي
والجسدي للإنسان فقد هددت حضارته ووجوده عن طريق المخترعات التكنولوجية المتمثلة
في الوسائل الجديدة والمتنوعة للحرب والتدمير، وثبت لدى منتجيها الرغبة في السيطرة
على الغير إضافة الى انها تساهم بشكل كبير في الإضرار بالبيئة والطبيعة ما لم يحسن
الانسان استعمالها والاستفادة منها.
ملاحظة النص
أخذ النص من كتاب العربي
"المعرفة وصناعة المستقبل" للكاتب د. أحمد أبو زيد، ويحمل هذا النص
عنوانا مكونا من مركب وصفي:" الثورة التكنولوجية الجديدة"
الثورة: توحي بمعنى نقلة نوعية
يتم الانتقال فيها من حالة إلى أخرى
تكنولوجية: هي تلك الوسائل
التي صنعها الانسان طبقا لطرق عملية لتحل محل قوته العضلية والذهنية لتيسير حياته.
الجديدة: تشير إلى أن هذه
الثورة التكنولوجية مرتبطة بالزمن المعاصر وتؤكد على راهنيتها واتصالها بآخر الاختراعات.
وتمثل كلمة "التكنولوجية" كما هو واضح أعلاه بؤرة دلالية لعبارة العنوان تشير مباشرة الى قضية النص الرئيسية وهي قضية التكنولوجيا وتعمل الكلمتان الأولى والثانية على تحديد زمن هذه التكنولوجيا إنه زمن الثورة العارمة التي يشهدها العصر الحالي: زمن الاختراعات التكنولوجية المتتابعة والمتسارعة.
الفرضية:
انطلاقا من دلالة العنوان نفترض ان النص سوف يعالج
قضية
التكنولوجيا مع ذكر ما احدثته التكنولوجيا من ثورة صناعية انتقلت بالاكتشافات
العلمية إلى مراحل متقدمة جدا.
الفهم
يتمحور
النص حول المجهودات التي بذلها العلماء المتخصصون من أجل تطوير قدرة الانسان على
صناعة الآلات وابتكارها والاستفادة منها للوصول إلى ما يعرفه العصر الحديث من تقدم
تكنولوجي جد متطور.
يوظف الانسان قدرته على الاستفادة من الآلات التي يصنعها في ابتكار آلات جديدة أكثر تقدما وقدرة على التحكم في الظواهر البيئية وذلك تذليلا لمصلحته.
ما يميز الإنسان عن باقي
الكائنات الحية يتمثل في قدرته على اختراع الآلات لتحقيق اهدافه وتلبية متطلباته..
سمي العصر الحالي بعصر
التكنولوجيا لأنه يعتمد أولا وأخيرا على التكنولوجيا..
يعزو الكاتب التقدم التكنولوجي
الذي تحقق في العصر الحاضر الى الاعتماد على المنهج العلمي الدقيق.
المهام التي اضطلع بها العلماء
المتخصصون في سبيل توفير شروط الثورة التكنولوجية
ثلاثة هي:
. -الإسهام بقسط وافر في اعادة صياغة الاساليب
والتقنيات
-ابتكار وسائل جديدة تساعد على
تحقيق مزيد من القدرة على التحكم في تلك المجالات المختلفة.
-ارتياد كثير من مجالات النشاط البشري.
-المقصود بالنانو تكنولوجي تكنولوجية الأشياء الدقيقة
والصغيرة للغاية التي
تهدف إلى تحقيق اكبر قدر من
التعاون والرفاهية للمجتمع وتحسين اوضاع الناس.
نستنتج صحة الفرضية التي
انطلقنا منها حيث تبين ان النص تعرض حقيقة لقضية التكنولوجيا والاختراعات العلمية المتطورة التي تم التوصل اليها حديثا
تحليل النص
ينقسم النص إلى أربع وحدات:
- يسمي
الانتربولوجيون الانسان بصانع الأدوات لقدرته على ابتكار آلات يستفيد منها مرة أخرى لصنع أدوات
أخرى أكثر تطورا.
-
تحقيق الانسان للتقدم العلمي بفضل التوصل إلى المنهج العلمي الدقيق.
- تقديم تعريف جديد للإنسان على أساس ارتباط بعض المنجزات التكنولوجية الحديثة بالتكوين المادي والعقلي للإنسان وذلك بفضل تكنولوجيا الأشياء الدقيقة. - تقديم تعريف لاختراع النانو تكنولوجي.
البناء المعجمي للنص
- تتحكم في هذا النص بنية معجمية غنية بالحقول الدلالية ولكنه قد استقى قوامها الرئيسي من مادتين معجميتين على وجه الخصوص وذلك استجابة لطبيعة القضية التي يتعرض لها وهما:
حقل دال على التكنولوجيا
الثورة التكنولوجية الحديثة، ابتكار
الات جديدة، عصر التكنولوجيا، المنجزات التكنولوجية، التقدم التكنولوجي...
حقل دال على الانسان الصانع
الآلات التي يصنعها، إعادة
تشكيلها وتذليلها لمصلحته، القدرة الواعية على اختراع الآلات، صنع تلك التقنيات،
كان الانسان يستخدمها، الانسان صنعها...
نستنتج ان هذين الحقلين
الدلاليين يرتبطان بمضمون النص ارتباطا وثيقا يعكس علاقة التكامل القوية بين الانسان والتكنولوجيا
فالإنسان هو مخترع الأدوات التكنولوجية والتي تحولت بدورها الى مكمل مادي وعقلي
قوي له.
البناء الاستدلالي للنص
أ- الحجج والأدلة
ترتكز أطروحة الكاتب على
التأكيد على قضية التكنولوجيا وتحديدا
على تحقيق منجزات تكنولوجية
متطورة بفضل المنهج العلمي الدقيق، ولكي يبرهن الكاتب على صحة طرحه فقد قدم مجموعة
من الأدلة وعلى رأسها الأدلة العلمية نذكر منها مايلي:
(1) تطور المنهج العلمي الدقيق وتطور هذا الاخير
أدى الى التطور التكنولوجي الكبير.
(2) اختراع النانو
تكنولوجي.
(3) قدرة الانسان الصناعية ، حتى
أطلقت عليه الدراسات الأنتربولوجية اسم الانسان الصانع.
ب- الأساليب التفسيرية:
بالإضافة إلى أسلوب التكرار
الذي يكاد لا يخلو منه نص على الاطلاق فقد تضمن النص أساليب تفسيرية كثيرة ساهمت
في تقوية بنية النص الحجاجية التي ترمي الى حمل المتلقي على الاقتناع بأفكار
الكاتب منها:
أسلوب التعريف
: " فالنانو – وهي كلمة
من أصل يوناني معناها القزم..."
اسلوب التفسير
: مما جعل بعض المفكرين يفسرون
الاصطلاح المتداول في الدراسات الأنتربولوجية "الإنسان الصانع بانه صانع الأدوات".
اسلوب الترادف
الادوات والآلات، الاشياء الدقيقة والصغيرة.
"فإذا كانت النظرة التي
سادت في الماضي ترى الأدوات والآلات مجرد امتداد خارجي لبعض أعضاء الجسم ... فإن
بعض المنجزات التكنولوجية الحديثة سوف يمكن إدخالها في جسم الإنسان بحيث تؤلف جزءا
عضويا في تكوينه البشري..."
اتساق النص.
لا نتوقع من كاتب مثل محمد أبو
زيد وهو من صفوة الكتاب العرب والأجانب الذين بحثوا في الأنتربولوجيا وأثروا
المكتبة العربية بكثير من الدراسات في هذا المجال إلا نصا غنيا بالأفكار منسجم
المضامين متسق المكونات ، فالارتباط بين المضامين والعنوان وعبارة التوثيق واضح
بشكل كبير، أما الاتساق فنلمسه مع أول سطر نقرأه في النص ومن مظاهره نذكر ما يلي:
وحدة الموضوع.
تسلسل الأفكار.
توظيف مجموعة من الروابط
اللغوية.
تقويم
النص مقالة ذات بعد تفسيري تعرض
فيها الكاتب لقضية التكنولوجيا والمجهودات المبذولة من طرف العلماء المتخصصين في
سبيل تطوير قدرة الإنسان على الاختراع التكنولوجي وتحديدا صناعة الآلات وابتكارها
للوصول الى إلى ما يعيشه العالم اليوم من تقدم هائل على مستوى التكنولوجيا.