خصائص مجتمع المعرفة ومقوماته

تحليل نص "المجتمع المدني والقيم الديمقراطية"

:صاحب النص 

الكاتب المصري عبد الغفار شكر ، مسؤول سياسي مصري وأستاذ باحث في قضايا مرتبطة بالنهج الديمقراطي وحقوق الانسان

 مصدر النص: كتاب منار اللغة العربية لمستوى الثانية بكالوريا

ص ص : 69-70

تقديم 

  المجتمع المدني كيان منظم يتكون من مجموعة من الهيئات أو التنظيمات التطوعية الحرة والمستقلة التي تعمل الى جانب الدولة لمساعدتها في القيام بشؤون البلاد فتترصد الثغرات التي اغفلتها الدولة وتقوم بتفعيلها وجعلها نافعة لأفراد المجتمع وتعتبر تنظيمات المجتمع المدني مستقلة لأنها غير تابعة للحكومة ولكنها تعمل تحت اشرافها.

 ويتكون المجتمع المدني من هيئات سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية وغيرها وهي هيئات وجمعيات وكيانات مستقلة متجددة و متعددة المشارب مثل: جمعيات حقوق الانسان، وجمعيات حقوق الطفل، والاتحادات الرياضية والشبابية وجمعيات حقوق المرأة، والجمعيات الخيرية، والنقابات والاتحادات المهنية وغيرها.  وتدافع منظمات المجتمع المدني عن مصالح المجتمع المشتركة ومنها ما يقدم خدمات اجتماعية متعددة مثل إيواء اليتامى والعجزة وما شابه ذلك، وتهدف الى خدمة الصالح العام عن طريق انشطة ومشاريع تنموية مختلفة.

توج النص موضوع التحليل بعنوان جاء في شكل جملتين اسميتين معطوفة ثانيتهما على أولاهما "المجتمع المدني والقيم الديمقراطية " وتفتقر دلالة العنوان إلى معنى واضح للعلاقة بين المجتمع المدني والقيم الديمقراطية حيث يتبادر مباشرة الى ذهن القارئ سؤال عن طبيعة العلاقة بينهما، لكن قراءة سريعة للجزء الأخير من النص تزيل هذا اللبس الدلالي وتبرز ان المقصود هو وجود علاقة وطيدة بين المجتمع المدني والقيم الديمقراطية فتوضح أن المجتمع المدني يساهم بدور كبير في تأسيس الديمقراطية. 

فهم النص  

يقدم الكاتب في هذه المقالة تعريفا للمجتمع المدني ويحدد مقوماته الأساسية كما يكشف عن طبيعة العلاقة التي تربط هذا المجتمع بالأفراد وبالدولة ويبرز أهميته الكبيرة في تنظيم مشاركة المواطنين في الحياة العامة وكذا التزامه بمعايير محددة.

استقرت الدراسات في تعريفها للمجتمع المدني على انه مجموع التنظيمات التطوعية الحرة التي تملأ المجال العام بين الاسرة والدولة والتي تنشأ لتحقيق مصالح واغراض المجتمع ولممارسة انشطة 'تطوعية' انسانية متنوعة.

تتمثل مميزات المجتمع المدني في الاستقلالية والتنظيم التلقائي وروح المبادرة الفردية والجماعية والحماسة في خدمة المصلحة العامة.

تزداد اهمية المجتمع المدني لما يقوم به من ادوار في تنظيم وتفعيل مشاركة المواطنين في تقرير مصائرهم ومواجهة ما يؤثر في معيشتهم ويزيد في افقارهم ولما يقوم به من دور في نشر ثقافة المبادرة الذاتية وبناء مؤسسات الإعلاء من شأن المواطن.

 تكمن العلاقة بين المجتمع المدني والديمقراطية في اشتراكهما في الالتزام بقيم ومعايير التسامح والاحترام والتراضي والمشاركة وقبول التنوع والاختلاف.

تحليل النص

التصميم المنهجي لعرض أفكار النص:

مقدمة:

 قدم الكاتب من خلالها تعريفا للمجتمع المدني.

عرض:

 تطرق فيه إلى تحديد مقومات المجتمع المدني الأساسية  موضحا طبيعة العلاقة التي تربطه بالأفراد من جهة وبالدولة من جهة أخرى ثم انتقل إلى تفصيل أهم مميزاته ووقف بعدها عند استعراض أدواره مبرزا أهميته في تنظيم مشاركة المواطنين في الحياة العامة.

خاتمة:

أنهى بها الكاتب نصه حيث أعاد صياغة النتائج التي توصل إليها اثناء العرض ملخصا ذلك في فكرة عامة تحدد نوع العلاقة التي تربط بين المجتمع المدني والممارسة الديموقراطية فهي علاقة قوية تبرز دوره الهام في تعزيز الخيار الديمقراطي.

يؤكد هذا التنظيم الذي خضعت له أفكار النص على أن الكاتب تلقى تعليما أكاديميا سمح له بتقديم أفكاره من خلال حلة منهجية واضحة ومنطقية.

معجم النص 

حقل دال على المجتمع المدني:

-المجتمع المدني

-المجتمع المدني يعد نسيجا متشابكا من العلاقات

-مجتمع مستقل

الدور الهام للمجتمع المدني في تعزيز التطور الديمقراطي

...

 حقل دال على الديمقراطية:

تقوم عليها الديمقراطية

لجعل الديمقراطية نظاما للحكم

إذا كانت الديمقراطية مجموعة من قواعد الحكم فان هذا هو نفس الاساس المعياري للمجتمع المدني

الممارسة الديمقراطية

التطور الديمقراطي

...

ثمة تداخل واضح بين الحقلين الدلاليين حيث توظف عبارات من أحد الحقلين في الآخر وهو ما يؤكد بشدة على مدى احتياج أحدهما للآخر أي مدى احتياج الديمقراطية للمجتمع المدني وكذا احتياج المجتمع المدني للديمقراطية.

 .  خصائص أسلوبية للنص

يتميز هذا النص بخاصية أسلوبية بارزة تتمثل في تحكم أسلوب التعريف في بناء النص الأسلوبي والحجاجي حيث قدم الكاتب تعريفات كثيرة ومتسلسلة للمجتمع المدني وعلى امتداد أغلب أجزاء ووحدات النص ومن ذلك التعريف الذي ابتدأ به النص وهو تعريف وضعته الدراسات الاكاديمية والميدانية والتاريخية للمجتمع المدني وقد أردف ذلك بتعريفه اصطلاحا معبرا عن ذلك بعبارة: "أما من حيث المبدأ فإن المجتمع المدني يعد نسيجا.."

كما تنضاف الى هذا الأسلوب عدة أساليب لغوية وتفسيرية ساهمت في نسج لحمة النص لغويا وحجاجيا مثل:

أسلوب الترادف (المصالح والمنافع، التراضي والتسامح، الواجبات والمسؤوليات...)

 اسلوب التفصيل:(أما من حيت المبدأ فإن المجتمع المدني يعد نسيجا متشابكا من العلاقات...)

أسلوب الشرط: (وإذا كانت الديمقراطية مجموعة من قواعد الحكم... فإن هذا هو نفس الاساس المعياري للمجتمع المدني...)

أسلوب النفي المقرون بالإضراب: (...لا يكفي أن تكون هذه القيم أساس تحرك الانسان في المجتمع وموقفه من الذات، ومن الآخر، بل ينبغي أيضا تنمية المهارات العقلية...) ...

 تركيب وتقويم 

 من خلال اختيار الكاتب لتصميم منهجي تدرج من خلاله في عرض افكاره ، ومن خلال اعتماده معجما تحكم فيه حقلان دلاليان هما حقل دال على المجتمع المدني وحقل دال على الديمقراطية، وكذا توظيف مجموعة من الأدوات الحجاجية مثل الأساليب التفسيرية وعلى رأسها أسلوب التعريف، ومن خلال استعمال مجموعة من الأساليب اللغوية مثل الشرط والتفصيل وغيرهما استطاع الكاتب ان يقدم تعريفا للمجتمع المدني ويحدد العلاقة بينه وبين الديمقراطية وقيمها و

أن يلح على أهمية مؤسسات المجتمع المدني في تأسيس وتجذير الخيار الديمقراطي في البلاد.