U3F1ZWV6ZTQyOTkyMTg2NzMzX0FjdGl2YXRpb240ODcwNDIxNTg3MTE=
recent
أخبار ساخنة

الهجرة الخارجية

تحليل نص "الهجرة الخارجية"


 :صاحب النص


 تقديم

تعتبر الهجرة ظاهرة جغرافية مرتبطة بالإنسان وبمكان استقراره منذ القديم  وتعني انتقال فرد أو أكثر من منطقة جغرافية الى أخرى وذلك بهدف الاستقرار الدائم أو شبه الدائم بها  فينتج عن ذلك تغيير مكان الاستقرار الاعتيادي لهذا الفرد.

والهجرة بحسب وجهة المهاجر قسمان كبيران:

هجلرة داخلية

 وتكون من البوادي نحو المدن او العكس.

هجرة خارجية

 وتكون من دولة نحو اخرى خاصة من الدول التي أثر عليها الجفاف وأنهكتها الحروب.

  وهناك نوع ثالث مرتبط بطبيعة ونوع الهجرة وهو الهجرة السرية ونوع رابع يسمى بهجرة الأدمغة.

ملاحظة النص

 النص مقالة ذات طابع تفسيري تتعرض لقضية الهجرة الخارجية كما هو واضح من خلال عنوانها وهو يضعنا امام عدة فرضيات لاستباق الإحاطة بمضامين وافكار هذه المقالة مثل: الحديث عن أسباب الهجرة الخارجية ومشاكلها والحلول المقترحة لتجنب هذه المشاكل.

فهم النص

      يقدم الكاتب تأريخا لظاهرة الهجرة الخارجية للعمالة العربية، خاصة المغاربية منها، نحو أوربا مستعرضا بعض أسبابها ومشاكلها.

 - عرفت بعض المناطق العربية ظاهرة الهجرة الخارجية منذ الربع الاخير من القرن 19 م حيث اتسعت خلال النصف الاول من القرن 20 م.

- تتميز هجرة العمالة العربية نحو أوربا بأنها هجرة شباب ذكور قادرين على العمل

  -تحولت ظاهرة الهجرة المغاربية من هجرة فردية الى  هجرة جماعية  

تحولت الهجرة المغاربية الى مشكلة في البلدان الاوروبية بسبب كثرتها وقلة مدخولها مما سيفضي باليد العاملة الى البطالة.

 - يعزو الباحثون اسباب الهجرة الى بحث العاملين عن فرص شغل جديدة لتحسين مستوى عيشهم،

 غير أن العامل الأكثر تأثيرا هو النظام الاقتصادي العالمي الذي دفع بالشركات الى البحث عن عمالة اقل تكلفة للتخلص من ارتفاع اجور العمال المحليين.



تحليل النص

يعالج الكاتب قضية التطور التدريجي الذي عرفته ظاهرة هجرة العمالة العربية والتحولات الاقتصادية والاجتماعية التي رافقت هذ التطور وخلقت من هذه الهجرة معضلة اجتماعية تعاني منها البلدان الاوربية.

-منهج عرض أفكار النص

 استهل الكاتب نصه بالحديث عن قضية الهجرة الخارجية العربية حيث تعرض لبعض محطاتها التاريخية انطلاقا من الربع الاخير من القرن 19 الى النصف الأول من القرن 20 ثم انتقل الى الحديث عن اسبابها بعد جرده لبعض مميزاتها كما اتبع ذلك بذكره لمجموعة من المشاكل التي نتجت عنها وهو ما يدل على ان الكاتب اتبع خطة منهجية استنباطية انتقل فيها من العام إلى الخاص.

-البنية المعجمية للنص

حقل دال على نتائج الهجرة

حقل دال على أسباب الهجرة

ارتفاع حجم الداخلين من السكان، انخفاض نسبة المنتخبين _ارتفاع معدل الإعالة، ...

ظروف تاريخية، البحث عن فرص الشغل، تحسين مستوى العيش _اختلال التوازن في العلاقات الدولية، ...

 

نلاحظ ان هناك علاقة سببية بين هذين الحقلين الدلاليين لأن العوامل المذكورة في الحقل الدلالي الأول تمثل أسبابا حقيقية أدت إلى تحقق وتشكل وقائع جديدة ناتجة عنها وهي التي تنسب الى الحقل الدلالي الثاني.

تحليل قولة مقتطفة من النص:

 وقد يجمل هذه العلاقة الصريحة بين هذين الحقلين الدلاليين قول الكاتب: "اذ الهجرة في أساسها إنما هي نتيجة حتمية لنظام اقتصادي عالمي فرضته ظروف تاريخية."

 ترصد القولة قضية الهجرة الخارجية مثيرة موضوعا مرتبطا بأحد أهم أسبابها والمتمثل في النظام الاقتصادي العالمي الذي نشأ في البداية بناءا على بحث الدول الأوربية عن يد عاملة خارجية رخيصة نظرا لارتفاع تكاليف اليد العاملة المحلية. كما أن القولة تستهدف الكشف عن هذا السبب باعتباره السبب الحقيقي الأول لهجرة العمالة العربية نحو أوربا خاصة وأن الاقتصاد العالمي حينها قد قام على ظروف سياسية مرتبطة بالاستعمار الامبريالي الذي أفقر الدول العربية مما دفع عددا كبيرا من السكان الى البحث عن فرص شغل خارج الحدود.

الخصائص الأسلوبية

يهيمن على النص، وعلى غرار النصوص المقالية، الاسلوب الخبري الذي يعتبر بمثابة وعاء لغوي يمكن الكاتب من نقل افكاره الى القارئ وحمله على الاقتناع بصحة فحواها وقد ساهم هذا الاسلوب في منح النص طابعا تقريريا ناهيك عن تعزيزه للجانب الحجاجي للنص خاصة وأنه قد جاء مدعما بإحصاءات وتواريخ متعددة مرتبطة بموضوع هجرة العمالة العربية نحو أوربا:

- "...فمنذ الربع الأخير من القرن التاسع عشر ابتدأت هجرة العمالة العربية في سوريا ولبنان وفلسطين إلى الأمريكتين وبعض البلدان الأوربية، واتسعت هذه الهجرة خلال النصف الأول من القرن الحالي".

-"وطبقا لإحصاءات فرنسية بلغ عدد الأجانب في فرنسا بتاريخ 1979 ما يزيد على أربعة ملايين نسمة، يكون العرب منها نحو..."

وارتباطا بذلك فقد برز في النص تردد استعمال الأسلوب التفسيري الملائم للتأريخ وهو أسلوب السرد مما يحول النص إلى لوحة توثيقية تكاد تنطق بالواقع الذي تصوره عن الهجرة في تلك الفترة: "شهدت بعض المناطق العربية منذ أمد طويل...، فمنذ الربع الأخير من القرن التاسع عشر ابتدأت هجرة العمالة العربية...، أصبح المنحدرون من أصل عربي يكونون ...، وكانت الهجرة في بدايتها فردية ...ثم ما لبثت أن تطورت مع مرور الزمن ..."

تركيب وتقويم

 النص مقالة تعالج قضية الهجرة الخارجية وخصوصا هجرة العمالة العربية الى أوربا وقد تتبع فيها الكاتب مصطفى الكفري تاريخها ثم  بعض مميزاتها وأسبابها وصولا إلى المشاكل التي نجمت عنها، وفي سبيل ذلك، استعان بحقلين دلاليين هما حقل أسباب الهجرة وحقل نتائج الهجرة (مشاكلها)، وقد اختار الكاتب لعرض أفكار نصه منهجا استنباطيا انطلق فيه من العام إلى الخاص، ويبدو أن هذا النص غني بالجمل المركبة وغير المركبة المثقلة بالدلالات  والتي تتشكل من أفكار جزئية ترتبط فيما بينها بعلاقات منطقية معينة والتي يمكن ان يشكل كل منها موضوعا مستقلا للبحث والدراسة ومن أهم الأفكار التي شكلت بؤرة دلالية أساسية لمضمون النص العام  قول الكاتب "إذ الهجرة في أساسها إنما هي نتيجة حتمية لنظام اقتصادي عالمي فرضته ظروف تاريخية."،

  وعلى مستوى الاسلوب فقد استعان الكاتب بالأسلوب الخبري الذي زاد من تقريرية النص وعزز من حجاجيته خاصة وأن النص يحفل بالإحصاءات والتواريخ المرتبطة بهجرة العمالة العربية، وقد انسجم ذلك مع الأساليب التفسيرية حيث طفا على سطحها أسلوب السرد مما حول النص إلى وثيقة حية تنطق بوقائع تاريخية.

    على الرغم من أن الكاتب لم يذكر الأسباب الذاتية التي تكمن وراء ظاهرة هجرة العمالة العربية نحو أوربا إلا أنه قد قربنا من الأسباب الموضوعية لذلك   وأقل ما يمكن قوله عنه أنه توفق في تقريب المتلقي من قضية هجرة العمالة العربية إلى أوربا كاشفا اللثام عن أسبابها وظروفها. 

الاسمبريد إلكترونيرسالة